Translate

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ,,,,, أستغفر الله العظيم وأتوب اليه ,,,,, لا اله الا وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ,,,,,, اللهم يا حبيب التائبين ، ويا سرور العابدين ، ويا قرة أعين العارفين ، ويا أنيس المنفردين ، ويا حرز اللاجئين ، ويا ظهير المنقطعين ، ويا من حنت إليه قلوب الصديقين ، اجعلنا من أوليائك المقربين ، وحزبك المفلحين.

الجمعة، 20 أبريل 2012

اخلاق طالب العلم الجامعي ... تقرير لمادة اخلاق الدعاة وآدابهم



أخلاق الطالب الجامعي                                                                         إعداد : ضياء العسل  
        الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين .. إما بعد .. يشهد القرن الحالي من التقدم والتطور ما لم يشهده أي قرن سبقه مما يجعله يتربع على باقي القرون السالفة بما شهده من تفجر للمعرفة والتقدم والتطور ؛ ولكن سرعان ما نرى إن السرعة والإتقان في عمل لا يجتمعان ، فهذا القرن الذي أعد نشئاً على قدر كبير من التقدم الحضاري إلا انه على قدر أكبر من التخلف والانحطاط الأخلاقي – وأقول انحطاط لأن الأخلاق شيٌُ سامِ بالنسبة لنا ، إلا إننا ما نراه اليوم من انهيار للمنظومة الأخلاقي والانحطاط الأخلاقي في المجتمعات ، نرى المجتمع الإسلامي أكثر اهتماما بهذه المنظومة الأخلاقية التي ضبطها الشرع ، بينما نراها عند غيرنا معدومة أو بالأحرى لا يلقون لها بالا – فأتى القول بالانهيار الأخلاقي  لأنه في نظرنا إن الأخلاق يفترض أن تكون سامية إلا أنها بدأت تنهار فهي كالجبل الشامخ ولكن للأسف تصدع ، وياليته تصدع من خشية الله بل من عدم تقديره لنفسه .

     إننا نرى إن أعظم مكون في أي مجتمع هو المكون العامل الذي يقوم عليه المجتمع ويقوم أيضا على حمايته وحمل هذه المنظومة الأخلاقية . وهو على وجه الخصوص الشباب وتحديدا المؤطر بالإطار الجامعي . الذي يُنظر إليه على انه المثقف الواعي المتعلم الذي يٌفترض إن يحلل الأمور أكثر من غيره ويفهمها ، ولكن نرى اليوم إن من الشباب {الذين جعلوا القرآن عضين} [1]) وكأنهم {إنهم ألفوا آبائهم ضالين }[2] فنراهم متأثرين بكل ما يدور في أفلاكهم من علمانية و عولمة ومتأثرين  بكل مغريات الحياة متناسين الأمانة حُملوها وكأن مثلهم {... كمثل الحمار يحمل اسفارا ...}[3] فهم غير مسئولين عن تصرفاتهم التي إن دلت عن شيء فأنها تدل على سوء أخلاق وسوء طباع وسجايا فأن المروءة والسجية التي هي أساس الأخلاق نراها مفتقدة لديهم وخصوصا طلاب العلم وحملت الأمانة في تبليغ الدين .
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سفسافها )[4] فما نراه اليوم من تفاهات لدى الشباب وقبلها لدى الهيئات التنظيمية للشباب يجعلك تتمسك بهذه القيم وتدعوا إلى التخلص منها وذلك لإنك مسؤول إمام الله تعالى عن كل خطأ تراه في المجتمع فما بالك في هذه الخرق وهذه الثغرة العظيمة التي يسعى الغرب للدخول علينا من خلال اختراقها وخصوصا عن طريق التعليم ودعوى التحرر فإن الجامعة معنية قبل غيرها بالألتزام الأخلاقي وفي عالمنا المعاصر اليوم تعتبر الجامعة هي المحضن الطبيعي لصناعة النخبة وهي التي تمد كل المؤسسات بالقيادات والإطارات التي تتكفل بتسيير دفة المجتمع وترسيخ الاحترام للقيم والمبادئ والالتزام بها في كل شأن من شؤون الحياة.
ولا ريب أن الجامعة ـ لذلك ـ هي المعنية ـ قبل غيرها ـ بغرس الالتزام الأخلاقي في نفوس طلبتها وتكوينهم على أساس من تقديس الأخلاق والحرص على تمثلها في واقع الحياة. والطالب الجامعي هو المعني قبل غيره من الناس بأن يكون مثالا للإنسان المهذب الذي يحترم نفسه أولا والآخرين ثانيا، الحريص على ألا يصدر منه أي سلوك يتعارض مع مبادئ الأخلاق الكريمة التي لها قداستها واحترامها عند الناس، وما ذلك إلا لما له من مكانة تجعله يتبوأ مقام القدوة في النفوس، لأن الناس دأبت على الحكم على الإنسان المثقف بأنه لا محالة مهذب باعتبار أن ما درسه من علم وما تلقاه من معرفة لا شك أن كل ذلك سيجعل سلوكه مهذبا وعلاقته بغيره قائمة على المودة والمحبة والاحترام المتبادل.
ولا شك أن تحلل الطالب الجامعي من قيود الأخلاق وتصميمه عن نداء المبادئ والقيم، سيكون له تأثيره العميق بعد ذلك عندما ينطلق هذا الطالب إلى مجالات الحياة العلمية، حيث سيظهر ذلك على سلوكه وعلى علاقته بعمله وبالمحيط الذي يعمل فيه.
فإن المراد بالالتزام الأخلاقي للطالب الجامعي؛ أن يكون الطالب متحليا بحد أدنى ـ على الأقل ـ مما هو معروف عند الناس بأنها أخلاق لا يكاد ينفك عنها إنسان يحترم نفسه ويحترم مجتمعه ويحترم الناس الذين يتصل بهم ويحترم المحيط الذي يعيش فيه بوجه عام.
فنقول عن إنسان ما بأنه متخلق إذا كان بعيدا عن الشبهات، مهتما بشؤونه، بعيدا عن التفكير في إيذاء غيره، حريصا على النفع والانتفاع ما استطاع.. هذا هو الحد الأدنى مما يمكن أن يسمى التزاما أخلاقيا، ثم يتفاوت الناس بعد ذلك في ترقِّيهم في مدارج الكمال النفسي والخلقي.
والالتزام المطلوب في الطالب الجامعي، والذي هو المراد من حديثنا هنا؛ هو أولا حرصه على احترام نفسه، ووضعها في موضعها الصحيح، فلا يرفعها فوق قدرها، ولا ينزل بها دون مكانتها.. ومن احترامه لنفسه ألا يقف مواقف الشبهات، وألا يقع في الفواحش والمنكرات مما تشمئز منه النفوس السليمة وتأباه الطباع النقية، وألا يصدر منه ما يزري بالصفة الاجتماعية التي يحملها والتي لها في نفوس الناس قداستها واعتبارها، فلا يتفوه بالكلام البذيء مثلا، ولا تمتد يده إلى تخريب مرفق اجتماعي، ولا يصاحب من كان معروفا بالسفاهة والطيش والحمق، ولا يتعصب لرأي يراه أو جهة يرتبط بها، وإنما ينتصر دائما لما يقره العلم والمنطق والذوق السليم..
ويفرض الالتزام الأخلاقي للطالب الجامعي؛ أن تكون علاقته حسنة، خاصة مع أساتذته، فلا يخرج عن حدود الأدب في التعامل معهم، ولا يخاطب أيا منهم كما يخاطب زميلا له أو صديقا، ولا ينظر إليهم إلا بمنظار التوقير والاحترام.. كما لا بد أن تكون علاقته حسنة أيضا مع جيرانه وزملائه في الدراسة والوسط الجامعي بوجه عام والمجتمع ككل.
كما يفرض عليه أيضا تقديس النظام الجامعي، واحترام التنظيمات العلمية المعمول بها، واحترام الشهادة العلمية التي سيحملها بعد التخرج، فيحرص على التطابق مع مضمونها، وهذا ما يجعله يقضي فترة دراسته الجامعية كلها منكبا على الدراسة والتحصيل، بعيدا عن الانشغال بتوافه الأمور، حريصا على الاستفادة من المكتبة الجامعية، دائبا على الاحتكاك بالأساتذة والباحثين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، مهتما بالمواد العلمية التي يدرسها، حريصا على تحصيلها بقدر المستطاع، مراجعا لدروسه ومحاضراته في أوانها، قائما بواجباته العلمية والبحثية في أوقاتها، مهتما بنتائجه في الامتحان، حريصا على الحصول عليها بجهده الشخصي وتحصيله العلمي، بعيدا عن التفكير في الحصول عليها بالغش في الامتحان أو بالوسائط المختلفة والحيل المتنوعة.[5] 
يقول تعالى { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات  } [6] فعلى الطالب أن يعلم بأن[7] العلم عبادة وأن يلتزم ملازمة الخشية لله تعالى ودوام المراقبة والتحلي برونق العلم والتحلي بالمروءة والرفق والإعراض عن مجالس اللهو ، والتزام الطالب مكارم الاخلاق والحض عليها ويستشعر ان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم كان خلقة القرآن ومن جميل ما قرأت في شرح حلية طالب العلم عنوان : المحافظة على رأس مالك (ساعات عمرك ) .


[1] : الحجر: ٩١

[2] :الصافات: ٦٩

[3] :  الجمعة: ٥

[4] السامرائي ، أبو بكر محمد بن جعفر ، المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها ، دار الفكر ، 1406هـ ، د,ط ، تحقيق: محمد مطيع الحافظ، وغزوة بدير


[5] [5] : مقتبس من مقال ل د. مسعود فلوسي من موقع الشهاب الرابط  http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=641  بتاريخ 19/12/2011 ، الساعة 10:35


[6] المجادلة: ١١

[7] مجموعة عناوين من ، أبو زيد ، بكر بن عبد الله ، حلية طالب العلم ، دار العاصمة ، المملكة العربية السعودية ، الطبعة الخامسة 1415 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق