Translate

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ,,,,, أستغفر الله العظيم وأتوب اليه ,,,,, لا اله الا وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ,,,,,, اللهم يا حبيب التائبين ، ويا سرور العابدين ، ويا قرة أعين العارفين ، ويا أنيس المنفردين ، ويا حرز اللاجئين ، ويا ظهير المنقطعين ، ويا من حنت إليه قلوب الصديقين ، اجعلنا من أوليائك المقربين ، وحزبك المفلحين.

الثلاثاء، 16 فبراير 2016

انقاذ ما لا ينقذ

تجتاحنا حالات كثيرة تشعرنا اننا بحاجة إلى تفريغ الألم و العذاب أو حتى الفرح والسرور ، وتتجاوز بنا وتزداد اصرارا كلما كانت مجمعة سوية، فما من مشكلة من تفريغ السعادة والسرور ومشاركتها حتى مع من تجهله في الشوارع العامة والساحات ، فكم من ضاحك مضحك نسر لسرورة ونضحك معه بل نهيم فرحا دون ان نعرف السبب ، فقط لمجرد انطلاق ضحكاته وقهقهاته في الجو تغشانا بسمات تقتسم بها وجوهنا ولا نشعر أن هناك منغص أبدا في حياتنا ، فما كان أبدا من مشكلة بالفرح ولا مشكلة بالتعبير عنه ولا حتى بالإكتراث بشكل كبير لمن يفرح ممن نجهله ، بل نشاطره فرحه دون علم ببسماتنا أو نكتفي برؤياه.

أما المشكلة والمعضلة التي تبادرنا في الحزن والألم ، وخاصة عند تجمعها سويا ، فهنا الوتر الحساس ، فليس من السهل بيانه وإن كان ظاهرا ، وليس من السهل الثقة بمن حولك لتخبرهم بما يجول بخاطرك ، ومن الصعب أيضا عندما تخفى أمور على الناصح أو حتى على المستاء لحالك ، فمن يهمه امرك تجده بالقرب منك يحاول بشتى الطرق ولا يستسلم ، وان استسلم فما استسلم الحزن بدواخلنا ، فالإنسان مجبول على الحزن والالم بنفس قدر جبلانها على الحب والفرح والسعادة ، ولكن الفرح يمضي سريعا كمضي أوقاته دون أن نشعر بها ، أما الحزن فلا يمضي أبدا بالرغم من تساوي الوقتين على اتساعهما . 

فلسفة الحزن والألم لا يترجمها الإنسان لإنسان آخر بسهولة وإن تشابهة الخبرات والحالات ، وتزداد تعقيدا كلما تداعت الأمور الداعية إلى الحزن سويا ، فمن كان خبرته قليلة بأمور بسيطة تختلف عن من جُبل بداخلة الحزن كأساس حياة نشأ يتغذى عليه ، كمن كان يعتصر جوعا فوجد يابس خبز بلله بدموعه ليستسيغ بفمه!  

اما بالحديث عن الخبرات ، فيشعر من يقرأ هذه الكلمات بأنها وظيفة تتطلب العديد من الشهادات والحالات التي عايشها الإنسان ، ولكن بساطة الموضوع تكمن في عدد المرات التي تعلم الإنسان فيها من خطأه لا من أخطاء غيره ، فكم منا لا يتعظ إلا بخطأ صدر منه مع علمه بصور نفس الخطأ من غيره ، ولكن ننسى اننا عندما رأينا خطأ غيرنا كنا له واعظين في أحسن حال أو متاهمين في اسوأها ، وتغشانا كمال انفسنا ونحن نعظه أو نتهمه ، فما الفارق بينهما يتضح ، فكم منا كان واعظا بشكل المتهم ، وكم من متهم كان متهم ، فالإنسان يترجم حماسة الآخرين بصورة تضعه في حال المتهم له من شدة حرصه عليه وعلى سلامته ، ولكن تعبيرنا للكلام والإنفعال يجعلنا نتهمه.

 لن ابتعد كثيرا فلن أقول عن الفرح فلا خلاف فيه ، بل الحزن الذي أجده أصدق محرك لمشاعرنا و أصدق لإنهمار دموعنا . فكم مرة ابتسمنا على طرفة ، وكم من مرة بكينا على حال سمعنا به ولربما كانت من نسج الخيال ، أما عن الحقيقة فلا سهولة تأتي من معرفته، وما من سهولة تركة لصلاح حاله بحاله ، لربما كنا بمعرفتنا ببعض الأمور تشعرنا بالسوء ، ولكن اتحدث عن نفس هذا لإنسان الذي صارحك فإنك بمشهد لا تحسد عليه .  

 فمن خبرتي بمن نصحت وطلبت النصح فمنهم من كان لنفسي جالدا متهما وهو يقصد خير الصلاح ، ومنهم من استخدمها ضدي! ومنهم من قال وكانه لم يقل ، ومنهم من قال فلم يشعر سوى بسوء بداخله أو عدم جدوى كلامه فرحل فزاد السوء سوء ، فمن ترحل عنك بعد ثقتك وطلبك النصح له يجعلك في سوء اكبر لا يعلم له حال ، هل هو سوء فعلك أو قولك ، ام سوء شخصك ، أم انك لا تستحق نصحه أم... 

بمواقف حساسة كحزن مضن ، واكتئاب ، ألم وشدة ما بعدها شده ، عليك بالحكمة ، فبعد أن يتخلى عنك الجميع ويزداد حزنك بوحدتك ، ما تحدثك نفسك إلا بسوء ، فما عاد في قلبك طيبة ، ولا بحياتك خير! ، لذا يسهل الإستهتار بحالك ، فمن كان أقرب لك واكسب لثقتك تخلى عنك في وقت شدتك فما بقي لك من أمل تصبو في هذه الحياة لأجله ولولا الخوف من الجليل لكان قتل النفس أقرب رحمة ترتجى . فحذار من ردك لمن رأيت الحزن في عينية وحذار أكبر لمن طرق بابك باكيا أو ناصحا أو حتى حزنا. فما تعلم من كلمة أو فعل يصدر منك يترتب عليه انقاذ ما يمكن انقاذه أو هدم ما تبقى على اَنقاذه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق