اعلم أنك يا قلم استفقدتني ، كم كنت قاس في البعد عنك بل كم كان قلبي قاسيا حين غاب الحب عنه ، فكيف لي يا قلم ان أكتب بك دون حبر قلبي، أعود لك اليوم لمرة واحدة فانا احتاج أن أروي قصة قصيرة ، بركن ذاك المقهى الذي اشتعل القلب به حياة ليموت بعدها ، فتاة أحلام وأي حلم كان ، هناك عاش القلب ، ابتسم، رفرف فرحا ، بكى ، وقضى ألما .
أي موقف تحياه بعد ، وان تترد بقول كلمة الحب بين يدي الحبيب، هذا الحب تعيشه لا تشعره ، يجعلك مجنونها ، تتصرف دون تعقل ، وتقبل دون تفّكر ، هذا القلب الذي يسهرني ليلا ويوقظني فجرا! ، قلب على رغم صغره إلا انه طغى وتجبر في أرض جسدي وجسدها .
كم كانت لمستها حنونه ، تخفي بملمسها ارتعاش القلب ، وبرودة الشفاه ، وكم كانت طأطأ الرأس كبيرة خجلا يحسبه الجاهل ذنبا يلقى عليه ، أي ذنبا تغشاه ابتسامة وجه محمر! ذاك الوجه الذي تعلم الجوري منه كيف يأخذ مادة حياته وتعطر من انفاسها ، تعلم منها معنى الجمال يترجم بأعذب الألحان .
ما قال من شاعر حب إلا بها ، وكل تغنى طربا إلا لأجلها ،كل هذه المشاعر أحياها وأراها كمن يتحقق حلمه ، وكلما ندب شاعر ورثى ، وكل من محزونٍ بالغ الأسى كنت انا !
تركتها بعد ابتسامات جميلة ولمسات ، ورقبتها خلف شجيرات لعلي اراها باسمة ، خاب ظني برؤية مهموم محزون ، تضع يديها في جيبها وتمشي على استحياء برأس مثقل بالتفكير، بالتدبير، بالفراق! .
كان صوتها باكيا حين كلمتها ، أخفيت دموعي وهمومي ، وابتسمت لها علها تعود بالبسم لي! ولكن العود كان أقسى من أن افكر به ، فبعد توصيات احببتها واحتاجها ودعتني على أمل وتأمل ألا يتحقق ، فنحن لن نكون أبدا رفقاء! لا بل نحن أحباء رفقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق