يقول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة : ( الإنسان إجتماعي بطبعه ) ولا خلاف على هذه المقوله فقد سجلها القرآن الكريم قبل آلاف السنين بقوله تعالى : { وجعلناكم شعوبا وققبائل لتعارفوا} ، وككائن اجتماعي يتطلب منه الإختلاط بالمجتمع بشكل فطري قبل أن يكون بشكل الزامي ، وهذا الإختلاط يتطلب بشكل لا يساوره شك وجود تناغم وتنافر بين هذه الشحنات كما ابلغنا النبي صلى الله عليه وسلم ( الأرواح جنود مجندة ما أئتلف منها اتفق وما تنافر منها اختلف ) . ويدور بين كل من هذه الشحنات دورات وصولات وجولات حتى ينجح تركيبة المجتمع الذي يعتبر جسد واحد .
ولكن الامر الذي يثير حيرتي ، ودعني اخبرك عزيزي القارئ \ الباحث بصدق عن هذا الامر ، فكلنا لدينا علاقات اجتماعية تربطنا بالمجتمع سواء اكنا بجامعاتنا ، مكاتبنا ، مستشفياتنا .. ولكن البعض لا يستطيع ان يضع حدودا وتعريفا واضحا لهذه الحدود فالذي الحظه التباس الأمر لدينا وعلى الصعيد الشخصي لطالما تساءلت ، ما الذي يمنع تفهم فلان رابط العمل الذي يحدث النقاش فيه وان يتفهم ما الذي يجعله يؤثر على علاقته بالناس كأصدقاء خارجه ، فما كان من أحداث تدور في المؤسسة وخلافات يجب ويلزم ويفرض تركها لمكان حلها وعلاجها و نقاشها .. اما ما كان من روابط اجتماعية اخرى قررت انت وهو\هي تطويرها الى خارج مكان العمل يحكم بك ان تتقبل الفصل الإجتماعي بين هذه وتلك الروابط ، وللأسف يا صديقي لم تتفهم هذا وللأسف يا صديقتي لم تحتملي الأمر !
الناس للناس من عرب ومن عجم بعض لبعض وان لم يشعروا خدمو
قد يشعر البعض أن الأمر لا يحتمل كل هذا ، ولكن بصدق انظر الى ما حولك واحكم منطق عقلك السليم في كم من أحداث وقعنا بها كنا مخطيئين او يقع الخطأ على الطرف الآخر . اما آن بعد كل هذه السوات والخبرات التي مررت بها وررتُ بها أن أتفهم هذا ، أن انظر الى ما قال العرب ( ننهي حساباتنا ومن ثم تأتي للعشاء لدي) !
الذي يفطر قلب الأنسان ليتفكر في علاقته بالآخرين وجود خلل بها ، ولطاما - آسفا- اعتدنا على ان ننظر إلى الأمور كيف يجب أن تكون بعد خرابها او حدوث خلل ولم نتعلم من أسلافنا غفتراض حدوثها كما فعل فقهاؤنا مثلا في مسائل الفقه الإفتراضي ، فيا من اصبت خُطاي فكر واعد النظر ، ويا من يعتلي عرش الراحة في علاقاته والتزاماته ، لا ضير في اعادت النظر .
عميق ولكن قد لا يلامس الواقع.
ردحذف