" ألا في
القلب مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "،
حديث رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يعجز العقل
والعلم بهذه الكلمات ، فالقلب مناط عمل الإنسان السوي القويم الذي صلاحه يعني صلاح
القلب وخرابه وسقوط ألويته تعني سقوط ألوية الجسم كله وأركانه ، هذا القلب الذي لا
يتجاوز قبضة اليد تراه يصرع العديدين بأمراض مختلفه ، وبسبل شتى حتى اذا ما توقف
ارداه قتيلا .
ولكن كم من حي
قلبه متوقف ! وكم من شاهد لآلاء الله متبجح على الله . (ان العبد اذا اذنب ذنبا
كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإذا تاب صقل قلبه ، فإذا زاد زادت حتى يسود قلبه ،
فذلك قول تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )-مرفوعا عن ابي هريرة رضي الله عنه –
فهذا طريق واضح لحياة وصلاح القلب ، وطريق وقاية من أوجاعه وآلامه ، وفي نفس
التوجيه لصلاح الجسد كله او اعطابه بكثرة الذنوب دون التوبة والإستغفتار .
ولكن أول ما يحاسب
عنه العبد صلاح صلاته التي أقامها بجوارحه لا أداها بها . فإذا صلحت أفلح ونجح
وكانت بابا لنجاح عمله كله ، وإذا فسدت خاب وخسر وحبط كل عمله ، والفرق بين
إقامتها وأداءها هو موطن الفعل ، فالأداء بالجوارح والإقامة بالقلب ، فلذلك نعلم
صلاح القلب بصلاح صلاة صاحبه وفساده بفساد صلاة صاحبه ، لذلك يتحقق شرط الراحة كما
في الآية ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) لذلك إذا لم يطمئن قلبك بذكر الله فأعلم
أن هناك ما يحول بينك وبين الله وهو قلبك ، هذا القلب الذي موطن الإطمئنان ، موطن
(لهم قلوب لا يعقلون بها ) موطن (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) ومدخله (أو
ألقى السمع وهو بصير ). وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، وقيل اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا لطاعتك .
أللهم إني اسألك
حياة لقلوبا وإخلاصا في النية وصدقا في جهادها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق