ولكن كم من حي
قلبه متوقف ! وكم من شاهد لآلاء الله متبجح على الله . (ان العبد اذا اذنب ذنبا
كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإذا تاب صقل قلبه ، فإذا زاد زادت حتى يسود قلبه ،
فذلك قول تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )-مرفوعا عن ابي هريرة رضي الله عنه –
فهذا طريق واضح لحياة وصلاح القلب ، وطريق وقاية من أوجاعه وآلامه ، وفي نفس
التوجيه لصلاح الجسد كله او اعطابه بكثرة الذنوب دون التوبة والإستغفتار .
ولكن أول ما يحاسب
عنه العبد صلاح صلاته التي أقامها بجوارحه لا أداها بها . فإذا صلحت أفلح ونجح
وكانت بابا لنجاح عمله كله ، وإذا فسدت خاب وخسر وحبط كل عمله ، والفرق بين
إقامتها وأداءها هو موطن الفعل ، فالأداء بالجوارح والإقامة بالقلب ، فلذلك نعلم
صلاح القلب بصلاح صلاة صاحبه وفساده بفساد صلاة صاحبه ، لذلك يتحقق شرط الراحة كما
في الآية ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) لذلك إذا لم يطمئن قلبك بذكر الله فأعلم
أن هناك ما يحول بينك وبين الله وهو قلبك ، هذا القلب الذي موطن الإطمئنان ، موطن
(لهم قلوب لا يعقلون بها ) موطن (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) ومدخله (أو
ألقى السمع وهو بصير ). وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، وقيل اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا لطاعتك .
أللهم إني اسألك
حياة لقلوبا وإخلاصا في النية وصدقا في جهادها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق