سألت العديد من أحبتي عن أعظم نعيم في الجنة ، من باب التدارس والتذكرة بالنقاش فسمعت امورا عجيبة وبعضها كانت قريبة، ومما هو اجمل ان اسمع كلمات روحي تخبرني بأجابه جميلة مع علمها بالاجابة الأجمل فستمعت تحليل الحديث (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) .. فتعجبتُ من هذا الجمال الرائع الراقي في تحليل مفهوم نعيم الجنة الذي غفل عنه العديد ، كما اشارت لي اجابات بعض الأحبة . فنعيم الجنة لنا مجهول مهما تطاولت في فكره الأذهان وحارت في وصفه العيون وحتى لو وصل الى نوع من جمال الفكر وجمال النظر في الدنيا ومقارنة العظيم من جمال الدنيا بالاضعاف الموجوده في الآخرة ، ومهما بلغنا من مبلغ من خواطرنا لما وصلنا لهذا النعيم ، ولكن يبقى السؤال الأكبر قائم عن أعظم النعيم فالحديث يخبرنا عن نعيم الجنة بشكل عام لان فيها ما لا عين تراه اوحتى رأته ولا أذن سمعت من جمال اصواتها ولا حتى بلغ من مبالغ الفكر و الاذهان والاحلام ولا خواطر القلبية ، وما زال يقول لنا ما هو العظيم الذي تخطى كل ذلك النعيم العظيم الذي اشتاقت له العباد من هذه المجهول المعلوم ، لأن الله تعالى ذكرها في سورة محمد بقوله [ ويدخلهم الجنة عرفها لهم -6-] وكما ذكر العلماء عرفها لهم في الدنيا ولا يزال الشوق قائما لمعرفة النعيم الأعظم في الدنيا .
نظرت الى قوله تعالى في سورة القيامة [وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة -20/21 -] واذ بأن اعظم نعيم الدنيا هو النظر الى الله تعالى الذي نعبده ايمانا به غيبا دون ان نشهد هذه الامر تصديقا بنبينا صلى الله عليه وسلم ايمانا بالغيب الذي امُرنا به فان كان صادقا نلنا الوعد واما كان مشهودا كإيمان فرعون نلنا العقاب وكفاه من عقاب ان نكون كما ورد في المطففيين [كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون-15-] فيا له من عقاب ان تكون محجوبا عن رؤية الله تعالى فهذه درجة ودرجة اخرى من يراه سبحانه مرة واحدة واعظم منهم يرونه في كل جمعة مرة واعظم هذه كله ، النظر اليه بكرة وعشيا الذي اختص به اهل الفردوس اهل التقى المخُلَصين فكان هذا اعظم النعيم في الاخرة وكان ايضا اعظم اشتياق الانسان لربه ويقول في ذلك ابن القيم في نونيته < والله ما في هذه الدنيا ألذ *** من اشتياق العبد للرحمن > وقال ايضا < هم يسمعون كلامه وسلامه *** والمقلتين اليه ناظرتان > .
اللهم ارزقنا اشتياقا لرؤيتك ولقياك وطهرنا من الذنوب والاثام حتى نلقاك كما تحب ان ترانا في صالحات ، اللهم لا تحرمنا لذة النظر الى وجهك الكريم ولا تجعلنا من المحجوبين . اللهم امين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق